[البدو يهزمون المغاربة]
وسارت حلل العرب تريد قنّسرين [1]، فخرجت المغاربة يطلبون أخذ الهوادج التي فيها الحرم، فتطاردوا طويلا، فحملت البادية على المغاربة (فهزموهم وقتلوا جماعة من وجوه المغاربة) [2]، واستظهروا عليهم، فكفّوا حينئذ من التولع [3] بالبادية ومن [4] الوعيد لهم.
[الحاكم يمنع الألقاب لفتح وابن الضيف وابن مرداس]
ولقّب الحاكم فتحا «مبارك الدولة» [5]، ولقّب عليّ بن أحمد الضيف «سديد [6] الدولة» [7]، ولقّب صالح بن مرداس «أسد الدولة» ([8])،
[الحاكم يعرض على فتح إقطاعه صور وصيدا وبيروت ليترك له حلب]
وبذل لفتح أن يعطيه عوضا عن حلب والقلعة إذا سلّمهما إليه: صور وصيدا وبيروت إقطاعا له طول حياته، وأن يكون جميع ما في القلعة له. وعوّل فتح على ذلك،
[ابن مرداس يقنع فتحا بالبقاء بحلب]
فراسله صالح يشير عليه أن يقيم في القلعة، ويكون هو خارج حلب، وأن يخرج المغاربة من حلب وتتّفق كلمتهما على دفع جميع من يلتمس حلب من سائر الجهات، وعمل [9] فتح على ذلك،
[الحلبيّون يطالبون ببقاء المغاربة ويرفضون البدو]
فسمعت أهل حلب واجتمعوا تحت القلعة وقالوا: ما نريد إلاّ المغاربة، ولا رغبة لنا في البادية. وصارت فتنة واستدعى سديد الدولة الضيف [10] من الحاكم أن يمدّه بالعساكر ليقوى بها [11] على صالح بن مرداس، فورد إليه كلّ وال بالشام بالرجّالة، وورد معهم حسّان بن المفرّج بن الجرّاح وعشيرته من العرب [الطائيين] [12] وسنان بن سليمان أمير الكلبيّين في عشيرته أيضا، ونزلوا بظاهر [1] في الأصل وطبعة المشرق 215 «قانسرين»، والتصويب من البريطانية. [2] ما بين القوسين ليس في بترو. [3] في (س): «التوقع». [4] في البريطانية «عن». [5] في (زبدة الحلب 1/ 214) «لقّبه مبارك الدولة وسعيدها». [6] في البريطانية «شديد». [7] زبدة الحلب 1/ 214. [8] زبدة الحلب 1/ 214. [9] في (س) «وعوّل». [10] في الأصل وطبعة المشرق 215 «ضيف» وما أثبتناه من البريطانية وبترو. [11] في (س) زيادة «يده». [12] زيادة من (س).